رحيل المفكرة والزعيمة نوال السعداوي
يمنات
عبد الباري طاهر
بالامس رحل رئيس جمهورية المثقفين توصيف السناوي واليوم تغادرنا زعيمة المرأة والرجال الدكتورة الجليلة نوال السعداوي ابنة العالم الازهري التي شقت طريقها، درست كطبيبة وعالمة نفس من خمسينيات القرن الماضي بدأت تتصدى بالقلم وكتبت ثم ادغمت القول في الفعل فوقفت بشجاعة نادرة، ومواقف فدائية ضد القيم والتقاليد البالية والمقيتة التي جعلت من الاعراف والتقاليد ديناً وعقيدة.
تصدت لاعداء الحريات والحقوق، وصدعت بالكلمه المقترنة بالموقف المتحدي. ولم تقل كلمتها وتمضي وانما وقفت كمثل الفاديات والفاديين لمواجهة الانظمة التمييزية ضد المرأة. فلدى الطبيبة والباحثة والناشطة المدافعة عن الانسان: المرأة والرجل ثبات في المبادئ.
جعلت المرأة الاولى لانها من انجب الرجل: الابن والاخ.
درست قضايا المرأة والتمييز بمعرفة وعمق ودفعت ثمناً باهضاً من امنها وسلامها ومعاشها، اعتقلت وصودرت حقوقها وضيق على حريتها.
فصلت من وظيفتها وحظرت بعض كتبها او صودرت. وكانت محل غضب ونقمة الحكام، ولكن الفادية نوال تصدت للتابوهات الثلاث: الدين والجنس والسياسة.
كتبت اكثر من اربعين كتاباً مابين الرواية والقصة والمسرحية والمقالة وكانت على مدى ثلثي قرن في الصدارة والمواجهه مع دعاة التخلف والظلام والطغاة.
في العام ١٩٨٠ وتحديداً في الاسبوع الاخير من شهر اكتوبر كنت في زيارة للقاهرة بتكليف من اتحاد الصحفيين العرب مع الزميلة نقيبة الصحفيين التونسيين رشيده النيفر للاطلاع على احوال المعتقلين من الصحفيين المصريين وهم بالعشرات الى جانب المئات من السياسيين والناشطين في حملة سبتمبر على يد الرئيس السادات، كانت نوال الى جانب الاستاذ محمد حسنين هيكل حسين و عبد الرازق وزوجته فريده النقاش ولطفي الخولي وامينة وزوجها صلاح عيسى والسعدني وعشرات غيرهم. كان محمد المراغي الصحفي في روز اليوسف وزوجته هبه وهو سكرتير نقابة الصحفيين حينها والنقيب صلاح جلال وعضو النقابة امينه شفيق وعبدالله عبدالباري عضو النقابة الى جانبنا فاتصلنا بالمدعي الاشتراكي الذي اوعد بترتيب لقاء مع الرئيس ولكننا اعتذرنا بالسفر.
زرت الدكتور شريف حتاتة في شقته في الجيزه وهو بالمناسبة من القادة اليساريين وله اكثر من رواية منها العين ذات الجفن المعدني وسيدة نوافذ مفتوحة، له اكثر من عشرين مؤلفاً وهو بوابة نوال على العالم، قامة بترجمة العديد من اعمالها قبل الطلاق وهو عضو في حزب التجمع الديمقراطي وصحفي وطبيب ومترجم.
نوال السعداوي انموذج نادر من النساء فهي صاحبة قدرات كبيرة ومعارف كثيرة ومواهب عدة وتمتلك شجاعة قل نظيرها في الجهر بما تعتقد وحياتها كلها صدام ومواجهات ومقارعة للتخلف والتمييز والطغيان.
تركت ورائها مواقف رائعة ومجيدة وارثاً زاهياً في الدفاع عن الحريات والحقوق واحترام حقوق الانسان، بل كانت الاولى على مدى عقود في الدفاع عن المرأة وحريتها وحقوقها.
مؤلفات نوال اكثر من اربعين مابين القصة والرواية والمسرح والكتب الثقافية :
١- دراسة عن المرأة والرجل في المجتمع العربي.
٢-المرأة والصراع النفسي.
٣-المرأة والجنس.
٤-تعلمت الحب.
٥-مذكراتي في سجن النساء.
٦-امرأتان في امرأة.
٧-المناطق المحرمة.
٨-الوجه العاري للمرأة العربية.
٩-الانثى هي الاصل.
١٠-امرأة عند نقطة الصفر.
هذا اضافة الى اللقاء والمقابلات والمشاركة في الندوات والمناظرات والمحاضرات فعطاؤها غزير ومواقفها قوية وخالدة.
من حائط الكاتب على الفيسبوك